اخر تحديث 24/1/2025

عبدربه منصور هادي.. وزير الدفاع الذي أصبح رئيسا

| عينه صالح بدلا لهيثم قاسم ليقود معركة ترسيخ الوحدة كوزير دفاع، وكافأه بتعيينه نائبا له بدلا عن علي سالم البيض..

بعد اعلان علي سالم البيض الانفصال وتشكيله حكومة "انفصالية" في عدن، أصدر الرئيس صالح في (4 مايو 94م)، قرارا بعزل حيدر أبوبكر العطاس من رئاسة الحكومة وعدد من وزراء الاشتراكي، وتكليف محمد سعيد العطار (تعز) بمهام رئيس الوزراء، وتعيين وزراء جنوبيين بدلا عن المعزولين.

وتم تعيين عبدربه منصور هادي (أبين) الذي كان حينها يحمل رتبة عميد ركن وزيرا للدفاع بدلا عن هيثم قاسم الذي انحاز للبيض، والدكتور عبدالقادر باجمال (حضرموت) نائبا لرئيس الوزراء بدلا عن محمد حيدرة مسدوس، وأحمد حسين حسين (شبوة) وزيرا للنقل بدلا عن اللواء صالح عبيد أحمد. ليكون هادي ثاني وزير دفاع يتولى المنصب في اليمن الموحد.

 

هادي، وهو ابن مديرية الوضيع محافظة أبين الجنوبية، كان أحد قيادات (الزُمرة) التي لجأت إلى صنعاء عقب أحداث (13يناير 86م) الدامية، بعد انتهاء المواجهة لصالح جناح "الطغمة".

 

درس في أكاديمية "ساندهيرست" العسكرية الملكية البريطانية عام 66م، حاصل على ماجستير من أكاديمية ناصر العسكرية في مصر (70م) بتخصص سلاح الدبابات، وحاصل على ماجستير القيادة العسكرية من أكاديمية "فرونزا" بالاتحاد السوفيتي سابقا.

 

شغل عدة مناصب في جيش اليمن الجنوبي سابقا، وعين قائدا لفصيلة مدرعات، ثم قائد سرية مدرعات، ثم مديرا لمدرسة المدرعات، ثم أركان حرب سلاح المدرعات، ثم أركان حرب الكلية العسكرية، وقائدا لمحور كرش، ثم رئيسا لدائرة الإمداد والتموين العسكري، ثم عين نائبا لرئيس الأركان لشؤون الإمداد والإدارة. وترأس لجنة التفاوض في صفقات التسليح مع الاتحاد السوفياتي. وبعد تحقيق الوحدة تم تعيينه قائدا لمحور البيضاء.

صورة قديمة منسوبة لهادي في عدن خلال استقباله لمراسل حربي

بعد إعلان صالح الحرب لاستعادة الوحدة، قاد هادي قوات الشرعية التي تقدمت نحو المحافظات الجنوبية ونجحت في استعادة السيطرة على عدن وحسم المواجهة بعد قرابة 3أشهر لمصلحة "الوحدة الوطنية".

لعب قادة وقوات "الزمرة" وعلى رأسهم هادي –كوزير دفاع- دورا حاسما في استعادة تثبيت الوحدة ودحر القوات المنفصلة.

 

بعد انتصار قوات الوحدة، أصدر صالح في (3 أكتوبر 94م) قرارا بتعيين عبدربه منصور هادي، في منصب نائب رئيس الجمهورية، بدلا عن علي سالم البيض. وسوف يستمر في هذا المنصب حتى العام 2012م.

 

سياسيا، تقلد هادي عددا من المناصب القيادية في حزب المؤتمر الشعبي العام، وانتخب نائبا لرئيس الحزب وأمينا عاما له في نوفمبر 2008م. واتخذ صالح قرارات بإقالته في 8 نوفمبر 2014 من منصبيه داخل الحزب، لكن قادة الحزب الذين انحازوا لطرف الشرعية في مواجهة الحوثيين وحليفهم السابق صالح انتخبوا هادي رئيسا للحزب في أكتوبر 2015 استنادا إلى مادة في النظام الداخلي للحزب تنص على أن رئيس الجمهورية هو رئيس الحزب.

 

تم ترقيته لاحقا إلى رتبة "اللواء"، ثم لرتبة "الفريق". وفي 22 يناير 2012، تم ترقيته إلى رتبة "المشير" بقرار أصدره صالح، كان ذلك القرار هو الأخير لعلي صالح.

 

تم انتخابه رئيسا توافقيا لليمن في 21 فبراير 2012، بموجب اتفاقية سياسية "المبادرة الخليجية" الموقعة في الرياض (23 نوفمبر 2011)، قضت بتنحي الرئيس الأسبق علي عبدالله صالح، عن الحكم ونقلها لنائبه هادي الذي غدا أول رئيس جنوبي يحكم اليمن.

ومع توليه السلطة أصدر قرارات وتعيينات لمعالجة أوضاع آلاف المبعدين الجنوبيين من الذين حاربوا مع البيض في حرب الانفصال وإعادة المئات إلى الخدمة في الجيش والأمن.

 

منذ تمرد الحوثيين وسيطرتهم على العاصمة صنعاء ومحافظات أخرى وانحدار البلاد في جحيم من الحروب والصراعات قضى معظم فترته خارج الوطن لتتفاقم الأزمات والتعقيدات.

وفي السابع من إبريل 2022، أعلن هادي تفويض صلاحياته لمجلس القيادة الرئاسي بقيادة رشاد محمد العليمي و7 أعضاء آخرين، بموجب اتفاق سياسي برعاية سعودية حظي بمباركة دولية. تلك التسوية أفضت أيضا إلى إزاحة نائبه الأقوى تأثيرا وفاعلية علي محسن الأحمر، وقادة بارزين غيبوا عن المشهد.

 

يقيم وعائلته حاليا في السعودية بعيدا عن العمل العسكري، والسياسي كذلك.

 

*هذه المادة من سلسلة تقارير تعريفية تستعرض وزراء الدفاع الذين تعاقبوا خلال الحكومات اليمنية منذ عام 90م.


اطلع على المزيد