اخر تحديث 23/1/2025

تحذيرات أمريكية وسعودية مباشرة لروسيا من مغبة مد الحوثيين بسلاح

| تسليمات بقيمة 10ملايين دولار إلى ميناء الحديدة تحت غطاء الإمدادات الغذائية..

 

قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إن تاجر الأسلحة الروسي "فيكتور بوت" المشهور بـ"تاجر الموت"، يشتبه في أنه يستعد لإبرام صفقة أسلحة لصالح جماعة الحوثيين، ذراع إيران في اليمن، المدرجة على قوائم الإرهاب.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها، إن وفد من الحوثيين توجه إلى موسكو في يوليو2024، للتفاوض على شراء أسلحة بقيمة 10 ملايين دولار. وفقاً لتقارير أمنية، والتقوا بوجه مألوف لهم: فيكتور بوت.

وفقا للصحيفة فأن عمليات نقل الأسلحة المحتملة، التي لم يتم تسليمها بعد، لا تصل إلى حد بيع الصواريخ الروسية المضادة للسفن أو الصواريخ المضادة للطائرات التي يمكن أن تشكل تهديدا كبيرا لجهود الجيش الأميركي لحماية الشحن الدولي من هجمات الحوثيين.

وستكون الشحنتان الأوليتان في الغالب من بنادق AK-74، وهي نسخة مطورة من بندقية هجومية من طراز AK-47.

لكن خلال زيارة لموسكو، ناقش ممثلو الحوثيين أيضا أسلحة أخرى قد يبيعها الجانب الروسي، بما في ذلك صواريخ "كورنيت" المضادة للدبابات والأسلحة المضادة للطائرات، وفقا لمسؤول أوروبي وأشخاص آخرين مطلعين على الأمر.

وأضافوا أن التسليمات قد تبدأ في أوائل أكتوبر إلى ميناء الحديدة تحت غطاء الإمدادات الغذائية، حيث قامت روسيا بالفعل بتوصيل عدة شحنات من الحبوب. وفقا للصحيفة.

الكرملين، سارعت لنفى ما ورد في تقرير صحيفة «وول ستريت جورنال».

وقال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن موسكو تعتبر هذه القصة على أنها «مزيفة».

 

وفيكتور بوت، هو تاجر سلاح روسي قضى سنوات حياته في بيع الأسلحة المصنوعة في الاتحاد السوفياتي إلى مناطق الصراعات في أفريقيا وأميركا الجنوبية والشرق الأوسط. وفي عام 2008، قبض عليه في عملية معقدة قادتها الولايات المتحدة، مما أدى إلى سجنه. وقد أطلق سراحه في إطار صفقة تبادل أسرى بين الولايات المتحدة وروسيا في عام 2022.

وعززت روسيا علاقاتها مع إيران مؤخراً، وقد ترى في دعم الحوثيين وسيلة للضغط على الولايات المتحدة في مناطق أخرى من العالم.

فيما صنفت واشنطن الحوثيين جماعة إرهابية، وأي دعم لهم من قبل روسيا سيزيد من تعقيد العلاقات بين الدولتين، وقد سيؤثر سلبا على الأمن في منطقة الخليج، خاصة مع استمرار تهديدات الحوثيين للشحن الدولي في البحر الأحمر.

 

اليمن ليس ساحة لتصفية الحسابات

 

ليست هذه المرة الأولى، التي تواجه روسيا اتهامات من هذا النوع، وقد تكررت تلك التصريحات والتقارير الأمريكية والأوروبية حول احتمالات تزويد روسيا للحوثيين بأسلحة.

وقبل أيام، كشف المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ عن أن الولايات المتحدة والسعودية بعثتا بتحذيرات مباشرة إلى روسيا بعدم تسليح الحوثيين.

وأفاد مبعوث الرئيس جو بايدن في مقابلة مع "اندبندنت عربية"، بتاريخ 1أكتوبر الحالي، أن "روسيا عقدت محادثات مع الحوثيين لتزويدهم بالأسلحة".

موضحا أن الروس "يخططون للتسليح... يجرون محادثات" لمد الحوثيين بالأسلحة.

وقال "تحدثنا مباشرة مع الروس، وأبلغناهم بأننا نعتبر هذا تهديداً خطراً للمصالح الأميركية والإقليمية في اليمن".

وعن رد فعل الكرملين على المطالب الأميركية، قال إن واشنطن لم تتلقَّ "رداً مقبولاً"، من الكرملين بهذا الشأن، ورجّح أن المؤسسة الدفاعية في روسيا تتولى هذا الملف وتقود مهمة التنسيق مع الحوثيين.

 

وأضاف أنه من الواضح أن الروس مستاؤون من الأمريكان حول أوكرانيا، "لكن الموقف الذي نوضحه لهم هو أن اليمن ليس ساحة لتصفية الحسابات مع الولايات المتحدة والغرب، لأن ذلك يعرض اليمن واليمنيين لمعاناة غير ضرورية ويطيل أمد الحرب ويعوق الجهود الدولية لخفض التصعيد". وفقا للصحيفة.

وعما إذا كان هناك تنسيق مع السعودية أو محادثات بين الرياض وموسكو حول خطر تسليح الحوثيين، رد المبعوث الأميركي بالإيجاب، وأشار إلى أنه تحدث مع الحكومة السعودية حول هذه المخاوف.

وقال إن السعوديين "أوضحوا بجلاء وجهات نظرهم للروس أن (تسليح الحوثي) سيكون مهدداً ليس لمصالحنا فحسب، بل لمصالح السعودية والشركاء الإقليميين الآخرين كذلك".

 

وساطة إيرانية لإرسال صواريخ ياخونت الروسية للحوثيين

 

كانت مصادر غربية وإقليمية قالت إن إيران تتوسط في محادثات سرية جارية بين روسيا وجماعة الحوثيين في اليمن لنقل صواريخ مضادة للسفن إلى الحوثيين، وهو تطور يسلط الضوء على العلاقات المتنامية بين طهران وموسكو.

ونقلت "رويترز" عن 7 مصادر قولها إن روسيا لم تقرر بعد نقل صواريخ ياخونت، المعروفة أيضا باسم "بي 800 أونيكس"، والتي قال خبراء إنها ستسمح للحوثيين بضرب السفن التجارية في البحر الأحمر بدقة أكبر، وزيادة التهديد للسفن الحربية الأميركية والأوروبية التي توفر الحماية لحركة الملاحة.

وقال مسؤولان إقليميان مطلعان على المحادثات إن الحوثيين والروس التقوا في طهران مرتين على الأقل هذا العام، وإن المحادثات جارية لتوفير عشرات من الصواريخ التي يقارب مداها 300 كيلومتر، ويتوقع عقد اجتماعات أخرى في طهران في الأسابيع المقبلة.

وسبق أن زودت روسيا حزب الله اللبناني بصواريخ ياخونت.

ويعدّ صاروخ ياخونت أحد أكثر الصواريخ المضادة للسفن تقدما في العالم، وهو مصمم للتحليق فوق سطح البحر لتجنب اكتشافه، وتصل سرعته إلى مثلي سرعة الصوت وذلك يجعل اعتراضه صعبا.

وتعمل روسيا وإيران على توطيد العلاقات العسكرية في خضم الحرب الروسية في أوكرانيا، وقالت الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الشهر إن طهران نقلت صواريخ باليستية إلى موسكو لاستخدامها ضد أوكرانيا.

 

تدخل سعودي لمنع تزويد الحوثيين بكروز روسية

 

بدوره، قال مسؤول بوزارة الدفاع الأميركية إن أي جهود لتعزيز قدرات الحوثيين من شأنها أن تقوّض المصلحة الدولية المشتركة في حرية الملاحة العالمية والاستقرار في البحر الأحمر والشرق الأوسط.

وحذر مسؤول أميركي من تداعيات وخيمة إذا تم نقل هذه الأسلحة.

وكانت صحيفة "وول ستريت جورنال" التي تتابع ملف احتمالات تواصلات روسيا بالحوثيين، قد قالت في 14سبتمبر، إن بريطانيا والولايات المتحدة ناقشتا موضوع السماح لأوكرانيا باستخدام صواريخ أوروبية بعيدة المدى داخل روسيا، وهو قرار تردد فيه الغرب كثيرا لخوفه من رد روسي بتسليح الحوثيين في حملتهم لمهاجمة السفن في البحر الأحمر.

وذكرت الصحيفة أن الدول الغربية الداعمة لأوكرانيا كانت مترددة في السماح لكييف باستخدام أسلحة بعيدة المدى، مثل "ستورم شادو" البريطانية الفرنسية، داخل الأراضي الروسية خوفا من تصعيد الصراع، وخوفا من تسليح بوتين للحوثيين، في حملتهم الطويلة الأمد في مهاجمة السفن في البحر الأحمر.

 

المبعوث الأميركي الخاص إلى اليمن تيم ليندركينغ، كان قد اتهم في وقت سابق روسيا بإجراء مباحثات مع الحوثيين لتزويدها بالسلاح، وفقا لوكالة الصحافة الفرنسية.

وأضاف في تصريح للوكالة -على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك- "لدينا تأكيد بأن الروس والحوثيين يبحثون سبل التعاون"، ومن بين ذلك نقل الأسلحة.

وتابع "لا نعلم إن كان نقل الأسلحة يتم بينما نحن نتحدث، لكن الأمر بلغ حدا يستدعي أن ندق جميعا ناقوس الخطر لضمان عدم حدوث ذلك".

لقاء يجيمع المبعوث الامريكي ليندركينغ مع الامير خالد بن سلمان

وأضاف ليندركينغ أنه لو قيّض لعمليات نقل الأسلحة أن تتم، "فمن المحتمل أن يغير ذلك النزاع بشكل كبير"، محذرا من "تصعيد" من شأنه حرف الجهود المتوقفة حاليا لإنهاء النزاع المستمر منذ عقد في اليمن، عن مسارها.

كما حذّر من أن "فكرة قيام الروس بتزويد الحوثيين بأسلحة فتاكة يثير بشدة قلق دول المنطقة" حسب زعمه.

وعندما سُئل عن دور إيران في المباحثات بين روسيا والحوثيين، أجاب المبعوث الأميركي بالقول إن "إيران تبحث دائما عن طرق لحماية مصالح الحوثيين وتعزيزها".

فيما كان موقع "ميدل إيست آي" البريطاني، قد كشف في يونيو أن الرئيس فلاديمير بوتن فكر في تزويد الحوثيين بصواريخ كروز متطورة مضادة للسفن، لكنه تراجع عن ذلك بعد التدخل المباشر لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.

 

خبراء روس في صنعاء

 

قبل أيام تحدث مسؤول أمريكي عن نشر ضباط الاستخبارات العسكرية الروسية في اليمن لمساعدة الحوثيين المدعومين من إيران.

ونقل موقع "ميدل إيست آي" عن المسؤول قوله "استنادا إلى معلومات استخباراتية أمريكية، إن أعضاء من الاستخبارات العسكرية الروسية يعملون في الأراضي التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن في اليمن منذ "عدة أشهر" ويقومون "بدور استشاري".

 

وطبقا للموقع فإن هذا الانتشار الحساس يأتي في الوقت الذي كانت فيه روسيا تتطلع إلى طرق لتكثيف دعمها للحوثيين المدعومين من إيران.

وقال الجنرال فرانك ماكنزي، القائد المتقاعد للقيادة المركزية الأميركية، لميدل إيست آي في وقت سابق: "هناك صلة بين حرب روسيا على أوكرانيا والبحر الأحمر".

وأضاف: "يرى بوتن أن الولايات المتحدة مسؤولة عن الهجمات الأوكرانية على السفن الروسية في البحر الأسود. ومن الممكن أن يرى القيام بشيء ما في البحر الأحمر بمثابة انتقام".

 

تحركات الحكومة الشرعية مع روسيا

 

الحكومة الشرعية المعترف بها دوليا كثفت جهودها خلال الأشهر القليلة الماضية للتواصل مع روسيا، من خلال مباحثات ولقاءات وزيارات متتابعة.

إذ أجرى رئيس مجلس القيادة الرئاسي الدكتور رشاد العليمي ومعه عضو المجلس الشيخ عثمان مجلي، ووزير الخارجية، 27سبتمبر، مباحثات مع وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، استعرض اللقاء مستجدات الوضع اليمني وجهود خفض التصعيد والوصول إلى عملية سياسية شاملة تحت رعاية الامم المتحدة.

قبل ذلك بأيام توجه عضو المجلس الرئاسي العميد طارق صالح، نجل شقيق الرئيس الاسبق علي صالح، وقائد قوات المقاومة الوطنية المتمركز في مناطق الساحلية الغربية بمحافظتي تعز والحديدة، إلى موسكو، وعقد مباحثات في 19 سبتمبر، مع لافروف، ومع الممثل الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط وبلدان إفريقيا، نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف، تطرقت إلى جملة من القضايا المتعلقة بالشأن اليمني والأمن الإقليمي والوضع في البحر الأحمر.

قال طارق صالح إن روسيا الاتحادية تقف مع شرعية الدولة اليمنية، وتدعم الحل السلمي الذي يحقق مصالح اليمنيين ويحفظ كرامتهم وحريتهم.وأنه اتفق مع لافروف على قيمة السلام في اليمن والمنطقة والعالم. وأبدت روسيا استعداها إعادة فتح سفارتها في العاصمة اليمنية عدن، جنوب البلاد.

 

قبل ذلك، أجرى وزير الخارجية شائع الزنداني، المنحدر من محافظة الضالع الجنوبية، زيارة رسمية إلى موسكو، أغسطس، تناولت جملة من الملفات السياسية والعسكرية وتم خلالها الاتفاق على استئناف اجتماعات اللجنة الوزارية المشتركة للتعاون التجاري والاقتصادي.

وقبلها أيضا، توجه وزير الدفاع الفريق الركن محسن الداعري، المنحدر من الضالع أيضا، إلى روسيا وعقد مباحثات للتعاون والتنسيق مع نظيره الروسي.

تلى ذلك، زيارة وزير النفط سعيد الشماسي، المنحدر من محافظة حضرموت، لموسكو ولقاءاته مع نائب رئيس الوزراء الروسي ومع بوغدانوف، ووزير الطاقة الروسي، تطرقت إلى الاستثمارات الروسية في قطاع النفط والثروة السمكية باليمن.

 

+وكالات


اطلع على المزيد