قالت مصادر أن جماعة الحوثي، ذراع إيران في اليمن، تدرس تعيين قائد "احتياطي، بديل" لزعيمها عبدالملك الحوثي، تحسبا لتعرض الجماعة لأية ضربات، مثل التي تعرض لها "حزب الله"، ذراع إيران في لبنان، الذي قتل زعيمه حسن نصر الله، أمين عام الحزب، والقادة المحتملين لخلافته، وخسر أبرز قادته العليا في ضربات يشنها الاحتلال الإسرائيلي.
المصادر أفادت لـ"ديفانس لاين"، أن الجماعة الحوثية قامت مؤخرا بإجراءات احترازية وأعادت تموضع قادتها خلال الأيام الماضية، وأعادت تنظيم الإجراءات الأمنية وتحديث آليات القيادة والسيطرة والاتصالات، لمواجهة أية تطورات وظروف شبيه بالظروف التي يتعرض لها حزب الله.
ووفقا للمصادر فأن قيادة الجماعة تجري نقاشات داخلية ومباحثات عالية المستوى حول ضرورة اختيار "القائد البديل" يمكن تنصيبه في حال تعرض زعيمها لأي استهداف، وبدأت نقاش الخيارات المطروحة على زعيم الجماعة، باطلاع مندوب المرشد الإيراني علي محمد رضائي، الذي تم تعيينه في أغسطس الماضي "سفيرا" وممثلا لدى جماعة الحوثي.
يتزعم عبدالملك الحوثي، وهو الابن الأصغر لبدر الدين الحوثي، قيادة الجماعة منذ ورثها عن شقيقه الأكبر حسين بدر الدين، مؤسس الحركة، الذي قتل مطلع سبتمبر 2004، على يد القوات الحكومية.
وصممت الجماعة هياكلها التنظيمية والقيادية وفق توليفة شبيهة لتركيبة "حزب الله" الذي لعب دورا فاعلا في تطوير الجماعة وتدريب قادتها وعناصرها، وظل لسنوات بوابة عبور الحوثية من وإلى طهران وبيده قنوات الدعم والتدفقات المالية للجماعة.
يقوم منهج الجماعة وعقيدتها وبنيتها الداخلية كتنظيم عسكري عقائدي، على حصر الإمامة في السلالة "الهاشمية"، والبيعة والموالاة للإمام "الولي، الفقيه"، وهي حاليا حصرا على أسرة الحوثي.
حيث يتولى عبدالملك، قيادة الجماعة ويحتكر لنفسه صلاحيات وسلطات مطلقة. وتم بناء الواجهات والتفريعات للجماعة بصبغة "الثورة الاسلامية" وصيغة تضمن احتفاظ "السيد" زعيم الجماعة بالقول والقرار.
ويعتبر "المجلس الجهادي"، وهو في المسمى والتنظيم استنساخ للمجلس الجهادي لحزب الله، هو السلطة الأعلى في الجماعة، ويديره فعليا إلى جانب زعيم الجماعة قائد عسكري من فيلق القدس بالحرس الثوري الإيراني، وقائد من حزب الله.
والقادة الإيرانيون وممثلو حزب الله، هم المسئولون عن إدارة وتنظيم الجماعة استراتيجيا وعسكريا، بينما يتولى خبراء إيرانيون ومن حزب الله والحشد الشعبي بالعراق ومن كيانات إيرانية أخرى مهمة تقديم الدعم والاستشارة عسكريا وأمنيا وتطوير القدرات الحربية النوعية للحوثيين، وتدريب عناصر الجماعة على استخدام التقنيات والمعلومات.
وتتحكم القيادات المقربة من عبدالملك الحوثي وعائلته، بأهم مفاصل القيادة تنظيميا وعسكريا وأمنيا وإداريا، ويحظى أبناء "الأسر الهاشمية" في صعدة بأفضلية وامتيازات واسعة، على سائر العوائل التي تحمل ألقابا هاشمية في مختلف المناطق. وتحتكر تلك الأسر من صعدة وغيرها زمام الأمور في الجماعة.
من شأن طرح موضوع قيادة الجماعة للمرة الأولى وبمثل هذه الظروف، أن يشعل خلافات عميقة داخل الجماعة وشبكة الهاشميين الذين يطمعون في القيادة ويرى بعضهم أحقيتهم فيها. كما يرى مراقبون.
ويبقى حسم قرار تعيين قيادة للجماعة بيد القيادة في طهران.
ومنذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، وما تلاها من تطورات وأحداث، تم استدعاء قيادات إيرانية كانت متواجدة في شمال اليمن لدعم الحوثيين، وإعادة قيادات عسكرية كبيرة من حزب الله مع دخول الحزب في مواجهة مع إسرائيل.