قوات الطوارئ اليمنية، سياقات نشأتها وقدراتها، طبيعة تنظيمها
| تم تشكيلها بالتوازي مع تشكيل قوات درع الوطن وتخضع كليا لقيادة القوات المشتركة (السعودية) وتضم 6 فرق و 18 لواء ونحو 30 ألف مقاتل، معظمهم من أبناء المحافظات الشمالية..28 ديسمبر 2025
| بواسطة ديفانس لاين- وحدة التحليل
منتصف العام الحالي 2025، ظهر مسمى "قوات الطوارئ اليمنية" كأحدث تشكيل قتالي ينضم الى قائمة التشكيلات المسلحة في الجبهة المناهضة للحوثيين والتابعة للمجلس الرئاسي وتحالف دعم الشرعية الذي تقوده السعودية، وتشارك الإمارات بشكل نشط تحت اسم التحالف منذ عام 2015.
وفي ظل التوتر الجاري في حضرموت والمهرة بعد التصعيد الذي نفذه "الانتقالي" و"العمالقة" بدعم اماراتي، برزت قوات الطوارئ اليمنية الى الواجهة إلى جانب "قوات درع الوطن"، كأحد خيارات التحالف العربي لإعادة الانتشار في حضرموت والمهرة بعد اجبار الانتقالي والعمالقة على الانسحاب بناء على الجهود السعودية المؤيدة لرئيس مجلس القيادة الرئاسي في رفض تمدد القوات المحسوبة على الامارات شرقاً.
فما هي هذه القوات، وكيف تشكلت؟ وكم قوامها ومناطق انتشارها؟
تتكون "قوات الطوارئ اليمنية" من عدة فرق قتالية بقوام بشري يتشكل من السلفيين المنتمين للمحافظات الشمالية بشكل أساسي، وتخضع كليا لهيئة القوات اليمنية بقيادة القوات المشتركة (السعودية) بتحالف دعم الشرعية.
ويأتي إعادة هيكلة القوة بناء على نواة ظهرت قبل سنوات بمسمى "قوات اليمن السعيد" التي شكلت بدعم وتدريب وتمويل سعودي منذ عام 2019 وتم نشرها في الشريط الحدودي بمحافظة صعدة، امتدادا إلى شمال محافظة الجوف، ومعظم ألويتها صدرت بها قرارات رئاسية سابقا، كوحدات ومحاور بأسماء مختلفة قبل أن يتم ضمها الى قوات الطوارئ.
بدأ الاتجاه لإعادة هيكلة الوحدات القتالية على الحدود واعادة تشكيلها باسم قوات الطوارئ اليمنية عقب تشكيل المجلس الرئاسي اليمني في السابع من أبريل 2022، بالتزامن مع تشكيل قوات "درع الوطن" السلفية التي تم ترسيمها إسميا كاحتياطي القائد الأعلى" للجيش اليمني وصدر بتشكيلها قرار رئاسي. كقوات مدعومة سعوديا، ترفع العلم اليمني لكنها لا تخضع لوزارة الدفاع.
ويشرف على قوات الطوارئ ومثلها درع الوطن، تنفيذيا، اللواء المتقاعد فلاح الشهراني، المستشار لقائد القوات المشتركة والمسئول عن إدارة هذه القوات.
وهي قوات مشاه، من صنوف البرية، تم تدريبها قتاليا وفق منهجية خاصة، وأيدلوجيا فكرية بطابع سلفي، وتضم مقاتلين شماليين من أتباع التيارات السلفية ومقاتلين من أبناء القبائل المناهضة للحوثيين، وبعض المقاتلين تم استقطابهم من القوات الحكومية في مأرب وشبوة، ممن تركوا وحداتهم طمعا في المرتبات والمدفوعات الجيدة والمنتظمة.
ورغم التعبئة الفكرية والاستقرار اللوجستي إلا أن بعضاً من هذه القوات حديث التجنيد والتشكيل، ولم تختبر في مواجهات سابقة، إضافة الى أن وضعيفة التنظيم والتسلسل الهرمي ما تزال تفتقد الى الرسوخ والوضوح الكافي.
وتتشكل قوات الطوارئ اليمنية من 6 فرق، كل فرقة تضم مجموعة ألوية تتبعها عدة كتائب وسرايا. ويتوزع قوامها البشري على قرابة 18 لواء، تضم كشوفاتها قرابة 30 ألف مقاتل.
الفرقة الأولى.
يقع مقر قيادتها في منطقة الرويك بصحراء مأرب.
تتألف الفرقة، وهي فرقة أساسية، من 5 ألوية قتالية، تضم كشوفاتها قرابة 7 آلاف مقاتل.
يقودها، العميد ياسر عبدالله المعبري، وهو ضابط صاعقة سابق خدم في القوات الخاصة بالحرس الجمهوري، من أبناء محافظة المحويت ونشأ في بني الحارث بصنعاء.
وهو يقود قوات مدعومة سعوديا في "محور آزال" الذي يتمركز في المناطق الحدودية بمديرية باقم شمال محافظة صعدة التي تم تحريرها من الحوثيين عام 2019، وهو أيضا قائدا للواء 102 مشاه منذ 2018.
برز اسم الفرقة الأولى لأول مرة، منتصف أغسطس الماضي، خلال فعالية تخريج أول دفعة من المقاتلين في الرويك بدأ تجميعهم منذ يونيو.
فعالية التخرج حضرها ضباط من القوات المشتركة (السعودية)، وتحدّث المعبري أن القوات ستكون رافداً أساسياً لحفظ الأمن والاستقرار، ومساندة القوات المسلحة في معركتها ضد المشروع الإيراني وأدواته الحوثية.. وقال إن "راية الجمهورية ستظل خفاقة حتى استعادة الدولة اليمنية".
وتلقت الفرقة قبل أسابيع بعض العتاد والأسلحة، وتم رفدها بعد سيطرة القوات الإماراتية على حضرموت مطلع الشهر الحالي بعشرات من المدرعات والعربات القتالية.
الفرقة الثانية..
تتمركز قتاليا في جبهات الحدود بمحافظة صعدة وداخل الأراضي السعودية، وبعضها تتلقى التدريب في الوديعة بصحراء حضرموت.
تتألف الفرقة الثانية من ثلاثة ألوية، تضم كشوفاتها 4 آلاف مقاتل. وهي اعتمدت كقوة إضافية مساندة للقوات في الحدود.
يقودها اللواء ياسر حسين مجلي، المنحدر من صعدة. وهو يقود قوات مدعومة سعوديا في "محور علب" المتمركزة في مديرية باقم الحدودية، منذ عام 2017، وهو قائد اللواء 63 مشاه.
ويقع ضمن نطاق عمليات قوات المحور منفذ علب البري مع السعودية.
الفرقة الثالثة..
يقع مقر قيادتها وتمركز ألويتها في منطقة الوديعة حضرموت. وبعض قواتها في مناطق الحدود في صعدة وفي الأراضي السعودية.
يقودها عمار أحمد محمد طامش (أبو الوليد)، وهو شيخ سلفي من منطقة بلاد الروس محافظة صنعاء.
عمل في قيادة "محور آزال" المتمركزة قواته في مديرية باقم، وكان يقود اللواء 102 خاصة.
ظهر إعلاميا للمرة الأولى، خلال فعالية طابور تفتيش وتدشين الفرقة المرحلة الثانية من تأسيسها بحضور فلاح الشهراني. أظهر مقطع فيديو الشهراني، وبجواره طامش وضباط سعوديين، مطلع ديسمبر، يعتلي منصة يؤدي التحية لسرايا المقاتلين في ميدان واسع اصطفت فيه الأليات والمعدات القتالية.
تضم الفرقة أربعة ألوية: اللواء الأول يقوده العميد محمد أبو عهود. والثاني يقوده العقيد الركن عبدالله دارس. والرابع يقوده العميد الركن طارق الغزالي.
وتضم كشوفات قوامها البشري 6 آلاف مقاتل. ويخدم فيها مقاتلون من صعدة والمناطق القبلية الشمالية.
الفرقة الرابعة..
تتمركز قتاليا في جبهات الحدود بمديرية البقع وكتاف شمالي صعدة، وتم تدريب بعضها في الوديعة.
تتألف من لواءين، تضم كشوفاتها 3 آلاف مقاتل، تم استقطابهم من أنصار التيارات السلفية وأبناء القبائل بالمحافظات الشمالية.
يقودها اللواء رداد الهاشمي، وهو شيخ سلفي منحدر من المحويت.
وهو يقود قوات مدعومة سعوديا في "محور كتاف"، تنتشر في المناطق الحدودية بمديرية كتاف البقع محافظة صعدة.
وقبل أشهر تم دمج المحور مع "محور البقع" الذي كان يقوده عبدالرحمن اللوم (صعدة) وعين الهاشمي على رأس المحورين، وتم تعزيزه بقوات جديدة تحت مسمى الفرقة الرابعة. ويقع ضمن نطاق عمليات تلك القوات منفذ "البقع- الخضراء" البري مع السعودية.
الفرقة السادسة..
تتمركز في المناطق الحدودية غربي محافظة صعدة، وبعضها تخضع للتدريب في الوديعة بحضرموت.
وتتألف الفرقة من لواءين، تضم كشوفاتها 3 آلاف مقاتل.
يقودها اللواء الركن عبدالكريم عوبل السدعي، وهو ضابط سابق من رموز التيار السلفي، وينحدر من منطقة وصاب بمحافظة ذمار.
والسدعي يقود قوات مدعومة سعوديا في "محور مران" تتمركز في مناطق حدودية بمديريات شداء والظاهر، وهو قائد ألوية العروبة.
ومنذ مطلع العام الماضي صدر قرار رئاسي بدمج قوات المحور مع قوات محور رازح تحت قيادة "محور مران، الملاحيط، رازح" واعتماد ألوية جديدة، وتعيين السدعي قائدا للمحور الذي يضم 12 لواء قتالي.
ثم تم تعزيزه بالفرقة الرابعة التي تم استقطاب أبناء القبائل ومناوئين للحوثيين ومناصرين للتيارات السلفية من المحافظات الشمالية.
وقد استعرضت الفرقة قواتها قبل أسابيع بحضور وزير الدفاع اليمني. ومؤخرا احتفت بتخرج دورات تخصصية لمقاتليها، استعرضت خلالها وحدات القناصة والهندسة.
الفرقة الخامسة وطوارئ شبوة..
تقول معلومات إن هناك فرقة خامسة من قوات الطوارئ، يقودها ابو حذيفة السدي.
تتمركز في منطقة الوديعة وفي جبهات الحدود.
وتتألف من لواءين، وتضم كشوفاتها نحو 3 آلاف مقاتل.
وهناك كتائب تحت مسمى قوات الطوارئ، يقودها العميد عبدربه لعكب الشريف، القائد السابق لقوات الأمن الخاصة في محافظة شبوة.
تتمركز في صحراء منطقة عارين مديرية عرماء غربي شبوة، القريبة من صحراء مأرب.
تم استقطاب مقاتلين مناوئين للحوثيين وللمجلس الانتقالي لهذه القوة المدعومة سعوديا، وقد احتفت في يونيو الماضي بتخرج أول دفعات تدريبية.
